القارة السمراء غاضبة .. مانديلا وزوما استقبلا البطلة الذهبية

 
القارة السمراء غاضبة .. مانديلا وزوما استقبلا البطلة الذهبية .
 
" قروية افريقية " تحولت لاسطورة ورمزا للعزة والكرامة  .

 " سيمينيا " رياضية بريئة في قلب عاصفة العنصرية .

مونديال برلين توجها نجمة .. واخرون هدفهم سرقته .

العداءة كادت ترفض استلام الميدالية لشعورها المهانة والازال..

الخبراء مذهلين لقوة اداؤها الرياضي الخارق لفتاة ال 18 ربيعا .

 


اعادت قصة الفتاة الجنوب افريقية القروية العداءة " كاستر  سيمينيا " 18 ربيعا والفائزة بذهبية سباق 800 م لمونديال برلين 2009 ، جذوة العنصرية المقيتة عذاباته .. التي تجاوزها العالم منذ عقود عقب دفن اخر معاقله ، في جنوب افريقيا .. لتطل مجددا الي الاذهان عبر " سالفة " بدأت كدعابة عابرة بطلتها فتاة قروية فريدة واعجوبة زمانها ولاتشبه الفتيات انها الشابة الجنوب افريقية سيمينيا التي منحها الله موهبة فذة واستثنائية وقوة خارقة تشبه " الخيول الجامحه في ركضها العجيب الذي اثار انتباه الخبراء والمراقبيين في مونديال برلين لالعاب القوى 2009 ، لتتعالي اصوات المشككلين وهواة الصيد في الماء العكر من طبقة " الخبراء والعالم المترفين " الذين سارعوا فور نهاية مشاركتها في سباق 800 م الختامي وفوزها بالميدالية الذهبية 
مطالبين الوفد الجنوب افريقي بخضوع العداءة سيمينيا لاختبار تحديد الجنس، بعدما حامت الشكوك حول جنسها بسبب البنية العضلية لجسدها ،للتأكد من أن سيمينيا لا تتمتع بأفضلية غير عادلة على منافساتها بعد تألقها المفاجئ على الساحة، مما اثار حنق وغضب الجنوب افريقيين قاطبة ..

استقبالي شعبي للخارقة .

وحظيت النجمة الجنوب افريقية كاستر سيمينيا باستقبالا حافلا بمطار تامبو بجوهانسبرج لدى عودتها إلى موطنها جنوب افريقيا متوجة بالذهب مع بقية افراد البعثة الظافرة.. البطلين مبولايني مولاودزي الحائز علي ذهبية سباق 800 م وكجوتسو موكوينا صاحب فضية مسابقة الوثب الطويل، حيث تدافعت الجماهير لتحية الابطال مشيدين بالنصر الكبير للوطن  ، ولم تقل سيمينيا التي بدت عليها السعادة الغامرة أكثر من عبارة "مرحبا بكم جميعا" للجماهير التي انتظرتها بصالة استقبال خارج المطار لفترة طويلة . ومع استماعها لعبارات "تزوجيني" و"كاستر مثيرة" رقصت العداءة الجنوب أفريقية وغنت واستمعت إلى خطابات إشادة بها. وكان الشعب الجنوب أفريقي قد تجمع خلف سيمينيا بعدما طالبها الاتحاد الدولي لألعاب القوى بإجراء اختبار للتأكد من نوعها .


استقبال قائد الامة .. مانديلا وزوما .

وكان قائد الامة الزعيم السابق لجنوب افريقيا قد التقي امس  بالعداءة كاستر سيمينيا وزملائتها المتوجين بالذهب
 ومع ارتدائهم قمصانا تحمل شعار "يوم مانديلا" التقت سيمينيا الفائزة بذهبية 800 متر عدوا وبطل سباق 800 متر للرجال مبولايني مولاودزي وكجوتسو موكوينا صاحب فضية مسابقة الوثب الطويل ، مع مانديلا في مكتبه في جوهانسبرج ، حسبما أكدت مؤسسة نيسلون مانديلا وأكدت مؤسسة نيلسون مانديلا في بيان لها "لقد التقى اللاعبون الثلاثة مع مانديلا وهنأهم على نجاحهم في بطولة العالم". وأكدت سيمينيا التي أحرزت ذهبية سباق 800 متر للسيدات مسجلة أسرع زمن في العام ، أن لم تستطع الانتظار حتى تخبر والدها حول هذه التجربة حيث إنها طالما تمنت مقابلة مانديلا. ووصف موكوينا المقابلة بأنها "تجربة مذهلة" وقال مولاودزي "انه شرف كبير له أن آتي إلى هنا وألتقي هذا الرجل العظيم".  وكان الشعب الجنوب أفريقي قد تجمع خلف سيمينيا للدفاع عنها تجاه الظلم الذي لحق بها عقب طلب إجراء اختبار للتأكد من أنها أنثى. من جهته قال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي التقى مع اللاعبين  بعد عودتهم إلى البلاد ، في تصريحات لاحقة لوسائل الإعلام  أنه من "الخطأ"  الإيحاء بأن سيمينيا ليست امرأة.


شكوي لمفوض حقوق الانسان.

وبدأت الجهات الرسمية الجنوب افريقية في الاعداد لتقديم شكوى لمفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشأن المطالبة الغير منصفة من قبل الاتحاد الدولي للقوى بخضوع سيمينيا عداءة لاختبار تحديد الجنس. مؤكدين بان الامر ينطلي علي "الاستهانة القاسية والفادحة بالحقوق والخصوصية" من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى. من جهته قال بوتانا كومفيلا رئيس اللجنة الرياضية بجنوب افريقيا ان القضية تمثل  "إحراج سيمينيا بمثابة إشارة إغراء من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى حيث أن ذلك قلل من شأن إنجازات السيدات في الرياضة".

الدولي يأسف للتصعيد الافريقي .


وبدوره اكد الاتحاد لالعاب القوي في بيان سابق فور تفاعل القضية وتطورها المثير .. إنه يأسف للادعاءات التي وجهت للعداءة وإن الاختبارات "لا تزال جارية لتحديد جنس كاستر سيمينيا بعد التطور الملموس في أدائها خلال الشهور الأخيرة ". وانه طلب باجراء ذلك الاختبار قبل السباق بحوالي أربع ساعات من نهائي السباق أنه طالب سيمينيا بالخضوع لاختبار تحديد الجنس مجددا .وأضاف الاتحاد "تلك الاختبارات لا تعني وجود اشتباه في تصرف غير سليم وإنما تهدف لفحص ما إذا كانت هناك حالة طبية تمنح سيمينيا فائدة غير عادلة على منافساتها. وأوضح "نحن ندرك حساسية المسألة ونأسف بشدة للادعاءات التي أثيرت بشأن الأسباب التي أدت إلى إجراء تلك الاختبارات. وجاء بيان الاتحاد الدولي بعد عاصفة من الغضب في جنوب أفريقيا أثارت التعاطف مع العداءة البالغة من العمر 18 عاما والتي انطلقت من نقطة الصفر لتفوز بالذهبية عقب عرض مبهر ، حيث تفوقت بفارق ثماني ثوان عن أفضل أزمنتها في عام 2008 .


سيمينيا ترفض الصعود للتتويج .


ومن جهتها بدأت العداءة الجنوب افريقية سيمينيا غير سعيدة خلال مراسم التتويج عقب السباق بمونديال برلين  وذكرت خلال مؤتمرها الصحفي بانها فكرت فعليا في رفض الميدالية الذهبية بسبب تلك القضية. ونقلت صحيفة "ذي تايمز" الجنوب افريقية عن ليونارد شويني رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي لألعاب القوى أن سيمينيا اضطرت للاقتناع برأيه في حضور مراسم توزيع الميداليات وتسلم ميداليتها في برلين. وقال شويني " قالت إنها لا تريد الصعود على منصة التتويج ، لكنني قلت لها إنه يجب عليها حضور مراسم التتويج " . وقدم شويني العداءة الجنوب أفريقية متوجة بميداليتها الذهبية خلال المراسم التي تلقت خلالها سيمينيا هتافات مبهجة من قبل الجماهير في استاد برلين .


 هاجس المنشطات والتزوير .

ويبدؤ ان هاجس الخوف من اندساس المتنشطين والغشاشين في العاب القوى العالمية كانت وراء التوتر والعصبية التي غلفت اداء اللجان الطبية المسئولة عن تطبيق معايير صارمة علي المشاركين في برلين تبدأ من المطار حيث تخضع امتعة القادمين من الرياضيين لتدقيق شديد وغير مرئي عبر اجهزة حساسة وغيرها من الزيارات المفاجئة للابطال والبطلات في مقار الاقامة والمعسكرات ، وحسب انظمة الاتحاد الدولي لالعاب القوى لكبار النجوم العالميين يجب عليهم تسليم لجنة المنشطات بيان دقيق عن صحتهم وخط سيرهم خلال الرحلات الجوية عناوين اقامتهم في أي مكان عبر العالم حيث تملك هذه اللجنة الحق في زيارة في أي وقت واي مكان حول المعمورة ، ولهذه الاسباب مجتمعة حشرت قضية الفتاة المسكينة " سيمينيا " ضمن زاوية المزورين وهي بريئة ولكنها هبة الطبيعة والخالق الذي شكلها علي هيئة شابة جامحة تتمتع بقدرات فذة واكتشفها مدربوها وصقلوا موهبتها حتي بلغت العالمية فليس من العدل التشكيك في الجنس البشري بغير سند طبي او فيزلوجي مبين ،

شباب مانديلا فخورا بالانجاز .


 وشهدت قضية العداءة سيمينيا تفاعلا سياسيا حاول التصدئ وركب الموجة  حيث ..هنأ جوليوس ماليما رئيس رابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي سيمينيا على إنجازها وقال : "كما فعل نيلسون مانديلا فإن كاستر سيمينيا تجعلنا فخورين جدا.. وسواء أعجبهم الأمر أم لم يعجبهم فإنها أنثى".


ليونارد يخشي علي العداءة كثيرا .

وبدوره اطلق ليونارد شوين  رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي لألعاب القوى تحذيرا عقلانيا للجميع وابدي
 تفهمه لأسباب غضب الجماهير ولكنه دعاهم إلى التحلي بالمسئولية تجاه هذا الغضب. وقال : "إنها تأتي من قرية صغيرة ولا يجب لأحد أن يمس فتاة من بلادنا ، ولكن أرجوكم دعوا الفتاة تمارس رياضتها " خشية العواقب السلبية عليها رياضيا .. من تسليط الاضواء ومحاولة البعض استغلال " بساطتها " وحبها للاخريين وبدأ الاتحاد الجنوب الافريقي سعيا جادا لابعاد " العداءة سيمينيا " من الهجمة الاعلامية التي تطاردها حتي في قريتها الهادئة . .

 

الخلاصة .
 وخلاصة القول بان القضية المثارة ليس فيها بعدا عنصريا او تجاوزا للخطوط الحمر وخاصة ان برلين التاريخ والعراقة برئية كل البراءة من تهمة ان توصم بالعنصرية وهي التي احتضنت شباب العالم في رحاب الاستاد الاولمبي علي مدي 9 ايام جاءت حافلة بالمتعة والاثارة وتفانت برلين قيادة وشعبا في سبيل توفير اعلي المعايير لضمان تنظيم راق ورائع انسجاما مع التقاليد الالمانية في التجويد والاحترافية العالية في تنفيذ " الواجبات " .. عموما يبدؤ الاتحاد الدولي  كان عازم علي طئ هذه الصفحة التي ذهبت الي العنوان الخطأ حيث الجنوب افريقيين اصحاب " الوجعة " والتاريخ المؤلم مع العنصرية ويرفضون كل من يحاول ان يتعامل معهم بتعال او نظرة غير منصفة فهم شعب مثقف وعلي قدر عال من الثقة بالنفس ومتسلحين بالارادة والشجاعة لقهر المستحيل والتطلع للمستقبل بثقة اكبر .. وهنا تبدؤ العداءة سيمينيا جاهزة لتكرار قصة نجاح العداءة الافريقية الموزمبيقية  المعتزلة ماتولا التي تتشابه قصتها مع الجنوب افريقية حيث بدأت لعب كرة القدم مع صبية الحي بجراءة وحرفنة حتي اكتشفها مدربها ودفعها الي العاب القوى العالمية لتحلق عاليا في سباقات المسافات المتوسطة حتي طوت صفحتها في موسم 2007 .   .